استخدام تقنية المعلومات في مكتبات الاوقاف السعودية (بحث)


الدراسات

استخدام تقنية المعلومات في مكتبات الأوقاف السعودية
دراسة للواقع وتطلعات المستقبل

فاتن سعيد بامفلح **

المقدمة :
دخلت التقنية الحديثة إلى مختلف المجالات في عصرنا الحالي, وقد كان قطاع المعلومات أحد تلك المجالات التي تأثرت بتلك التقنية التي لم يعد الاهتمام بها قاصرًا على الدول المتقدمة, بل إن الدول النامية أيضًا أصبحت تحذو حذوها في هذا العصر الذي يطلق عليه (عصر المعلومات)، وذلك إدراكًا من تلك الدول لأهمية المعلومات ودورها في النهوض بالمجتمعات, فوجدنا المكتبات العربية تتجه نحو الاشتراك في قواعد البيانات المتاحة على أقراص مدمجة أو المتاحة من خلال شبكة الإنترنت سواء أكانت تلك القواعد للبيانات الببليوجرافية أم للنص الكامل. وقد اتجهت العديد من المكتبات السعودية الاتجاه نفسه, بل إننا وجدنا للعديد من تلك المكتبات مواقع على شبكة الإنترنت.
والواقع إن مكتبات الأوقاف من المكتبات التي ينبغي الحرص على تطويرها بإدخال التقنية الحديثة إليها, وذلك على الرغم من أن البعض يرى أن في إدخال تلك التقنية إلى حيز الاستخـدام في مكتبـات الأوقاف ما قد يهدد وقف الكتاب , حيث يشير علي بن إبراهيم النملـة إلى ذلك : ( وتهدد التقانة الحديثة فكرة وقف الكتب ولا سيما منها المطبوعة التي يريد الواقف
من وقفه لها أن تكون متاحة بعينها بينما تحتم التقانة نقل المعلومات وتخزينها وتحويلها إلى الأقراص المدمجة سعيًا إلى توفير المكان ), ويؤكد هؤلاء أن الكتاب المطبوع سيظل باقيًا لنقل المعلومات, إلاّ أنهم يرون أن التقنية بإسهامها في نقل المعلومات أصبحت تزاحم الكتب الموقوفة باستخدام كتبٍ آلية محملة على أقراص مدمجة يستوعب القرص منها المكتبة الموقوفة كلها(1).

وما من شك في أن إدخال التقنية الحديثة إلى المكتبات بشكل عام أصبح ضرورة تدعو إليها طبيعة المجموعات والخدمات المقدمة في عصر تقنية المعلومات, كما تدعو إليها احتياجات المستفيدين في هذا العصر, وترى الباحثـة أنها تمثل أهمية أكبر لمكتبات الأوقاف, ولعل ما يبرر هذا القول بعض السمات الخاصة التي تميز مجموعات مكتبات الأوقاف وخدماتها, وكذلك بعض الأهداف التي ينبغي لذلك النوع من المكتبات تحقيقه من خلال ما تتيحه تلك التقنية من سهولة في إيصال المعلومات وزيادة في انتشارها وإتاحتها للمستفيدين.
وفي هذه الدراسة تتناول الباحثة بشيء من التفصيل تلك الجوانب التي تجعل دخول تقنية المعلومات إلى مكتبات الأوقاف أمرًا مهمًا, كما تقيس الدراسة مدى انتشار تلك التقنية في مكتبات الأوقاف التابعة لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وتتطرق الباحثة في هذه الدراسة إلى ثلاثة جوانب رئيسة؛ يعرف الجانب الأول منها بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد , في حين يوضح الجانب الثاني بعض المعلومات عن المكتبات مجال الدراسة , أما الجانب الثالث وهو الجانب الرئيس فيتناول استخـدام تقنيـة المعلومات فـي مكتبـات الأوقاف.
أهمية الدراسة :
إن تطوير مكتبات الأوقاف يجعلها تؤدي الدور المطلوب منها على النحو اللائق بها, كما يعكس من ناحية أخرى صورة جيدة لنشاط المؤسسات الوقفية, الأمر الذي يشجع على زيادة الوقف للكتب والمكتبات.
ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة التي تسعى إلى وضع الخطوط الأساس لتطوير مكتبات الأوقاف بدرجة تجعلها تساير التطور القائم في قطاع المعلومات.
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة إلى الآتي :
1 – التعرف إلى أهمية إدخال تقنية المعلومات إلى حيز الاستخدام في مكتبات الأوقاف.
2 – التعرف إلى مدى تطبيق تقنية المعلومات في مكتبات الأوقاف بالمملكة العربية السعودية.
3 – التعرف إلى سبل تطوير مكتبات الأوقاف.
تساؤلات الدراسة :
تسعى هذه الدراسة للإجابة عن التساؤلات التالية :
1 – ما أهمية إدخال تقنية المعلومات إلى مكتبات الأوقاف ؟
2 – في أي المجالات تستخدم تقنية المعلومات في مكتبات الأوقاف بالمملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر ؟
3 – هل تستفيد مكتبات الأوقاف بالمملكة من الوسائط التقنية الحديثة في خزن المعلومات واسترجاعها ؟
4 – هل ارتبطت مكتبات الأوقاف بالمملكة بشبكة الإنترنت ؟
5 – هل لمكتبات الأوقاف بالمملكة وجود على شبكة الإنترنت ؟
6 – هل تستفيد مكتبات الأوقاف بالمملكة من تقنية المعلومات لتحقيق التعاون بينها ؟
مجال الدراسة :
تركز هذه الدراسة على مكتبات الأوقاف التي تشرف عليها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية وهي :
1 – مكتبة الملك عبدالعزيز في المدينة المنورة.
2 – مكتبة مكة المكرمة في مكة المكرمة.
3 – مكتبة عبدالله بن العباس في الطائف.
4 – مكتبة الشيخ محمد المقبل في المذنب.
5 – المكتبة العلمية الصالحية في عنيزة.
ويشير المدير العام للإدارة العامة للمكتبات الوقفية بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد(2) إلى أن الوزارة تشرف على مكتبات وقفية أخرى تتمثل في مكتبة جامع الإمام تركي بن عبدالله, ومكتبة الوزارة بالرياض. وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الدراسة استبعدت تلك المكتبتين؛ والسبب في ذلك أن المكتبة الأولى لا زالت في طور التهيئة والتجهيز بأوعية المعلومات من قبل الوزارة وجهات أخرى؛ وذلك وفقًا لما أوضحه أمين المكتبة ناصر آل حمود في إجابته على الاستبانة الموجهة إليه, أما المكتبة الثانية وهي مكتبة الوزارة فقد تم استبعادها من الدراسة نظرًا لطبيعتها المختلفة من حيث أهدافها ومجموعاتها؛ فهي مكتبة لخدمة الوزارة وتتركز معظم مجموعاتها حول المواد المرجعية اللازمة لخدمة المستفيدين في الهيئة التابعة لها.
منهج الدراسة :
تتبع الدراسة المنهج الوصفي للتعرف إلى الوضع القائم حاليًّا في المكتبات مجال الدراسة. واستخدمت الاستبانة كأداة لجمع المعلومات, إضافة إلى بعض الاستفسارات الموجهة إلى أمناء المكتبات عن طريق الهاتف.
وقد تم إرسال الاستبانة (الملحق 1) إلى ثلاث مكتبات عن طريق الناسوخ, أما باقي المكتبات وهي : مكتبة الملك عبدالعزيز, ومكتبة عبد الله بن العباس, ومكتبة جامع الإمام تركي بن عبد الله فقد تم إرسال الاستبانات إليها بريديًا. وقد تجاوب المسؤولون في جميع المكتبات مجال الدراسة مع الباحثة وتمت الإجابة على الاستبانات وإعادتها عن طريق البريد إلا مكتبة مكة المكرمة التي أعادت الاستبانة عن طريق الناسوخ بعد الإجابة عليها.
كما اتبعت الباحثة المنهج الوثائقي وذلك بالرجوع إلى مجموعة من مصادر المعلومات المنشورة حول الموضوع. وقد تعاونت عدة جهات مشكورة مع الباحثة بتزويدها بمجموعة من مصادر المعلومات القيمة, ومن تلك الجهات؛ وكالة وزارة الأوقاف بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, ومكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة, ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية, ومكتبة جامع الإمام تركي بن عبد الله.
مصطلحات الدراسة :
تقنية المعلومات Information Technology :
يعرف محمد محمد الهادي(3) تكنولوجيا المعلومات على أنها (خليط من أجهزة الكمبيوتر ووسائل الاتصال ابتداء من الألياف الضوئية إلى الأقمار الصناعية وتقنيات المصغرات الفيلمية والاستنساخ. وتمثل مجموعة كبيرة من الاختراعات والتكنيك الذي يستخدم المعلومات خارج العقل البشري). أما المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات(4) فيعرفها على أنها (الحصول على المعلومات الصوتية, والمصورة, والرقمية, والتي في نص مدون, وتجهيزها, واختزانها, وبثها، وذلك باستخدام توليفة من المعدات الميكروإلكترونية الحاسبة والاتصالية عن بعد).
ومن هنا يمكن القول بأن تقنية المعلومات هي : الأساليب الحديثة لاختزان المعلومات وتجهيزها وبثها للمستفيدين باستخدام الأجهزة والحاسبات الآلية ووسائل الاتصال الحديثة. وتتبع المكتبات تلك التقنية في أكثر من مجال؛ منها اختزان المعلومات على وسائط حديثة كالأقراص المدمجة, ومنها اتباع النظم الآلية في أعمال المكتبات, ومنها شبكات المعلومات.
الدراسات السابقة :
لم تتوصل الباحثة إلى أي دراسات حول استخدام تقنية المعلومات في مكتبات الأوقاف السعودية وذلك على الرغم من توافر عدد من الدراسات التي أجريت على مكتبات الأوقاف في المملكة عامةً وعلى مكتبات الأوقاف التابعة لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بصفة خاصة, ومن بين تلك الدراسات رسالة ماجستير بعنوان "المكتبات العامة بالمدينة المنورة : ماضيها وحاضرها" أعدها حمادي علي التونسي(5) عام 1401هـ وتناول فيها تاريخ المكتبات العامة وتطورها في المدينة المنورة ومن بينهـا المكتبات الوقفية, وقد أوضح الجوانب المتعلقة بمباني تلك المكتبات, وتنظيمها, وتزويدها بالمجموعات, كما أوضح خدمات تلك المكتبات وأشار إلى عدم وجود جميع الإجراءات المتعلقة بالخدمات المكتبية في جميع مكتبات المدينة المنورة عدا إجراءات الإعارة الداخلية التي تعاني أيضًا من العقم وعدم الكفاءة. وأكد الباحث على ضرورة فتح باب الإعارة الخارجية في تلك المكتبات, وتقديم الخدمة المرجعية الفعالة بها, وغير ذلك من الخدمات.
وهناك رسالة ماجستير أخرى بعنوان "مكتبة مكة المكرمة : دراسة تاريخية" أعدها صالح بن عبدالعزيز المزيني(6) عام 1416هـ وخصصها لدراسة مكتبة واحدة من مكتبات الأوقاف وهي : مكتبة مكة المكرمة, فتتبع تاريخها, ومجموعاتها من المكتبات الخاصة وغيرها, وإجراءات تزويدها بالمجموعات, كما تتبع العمليات الفنية التي تجري فيها, وخدماتها. وأشار الباحث في دراسته إلى أن هذه المكتبة قد حظيت بمجموعة كبيرة من الإهداءات التي تمثل العنصر الفعال في بناء مجموعاتها حيث تشكل 85٪ من المجموع الكلي لمجموعاتها. وأوضح أن مجموعات تلك المكتبة تفتقر للتغطية الشاملة للموضوعات الأساسية والفرعية من المعرفة.
وفي العام نفسه صدرت دراسة بعنوان "مكتبة مكة المكرمة : دراسة موجزة لموقعها وأدواتها ومجموعاتها" أعدها عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان(7), وتتبع فيها تاريخ موقع المكتبة المتميز الذي يمثل مكان الدار التي شهدت مولد النبي e. وقد أوضح الباحث الجهات الإدارية التي تبعتها المكتبة عبر تاريخها, والأشخاص الذين تولوا إدارتها خلال تلك الفترات. كما تناول الجوانب المتعلقة بمجموعات تلك المكتبة, وفهارسها التقليدية والآلية.
وفي عام 1417هـ صدرت دراسة أخرى لحمادي بن علي بن محمد(8) تحت عنوان "المكتبات الوقفية في المملكة بين الماضي والحاضر", وحصر فيها الباحث المكتبات الوقفية في مدن المملكة المختلفة؛ موضحًا نشأة كل مكتبة من تلك المكتبات, ووضعها الحالي, وأبرز مقتنياتها سواء كانت تلك المكتبات خاصة بأشخاص أو ملحقة بمدارس أو مساجد أو أربطة أو ما سوى ذلك. وقد كان من بين النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن هناك بعض المكتبات الوقفية التي تفتح أبوابها لجميع فئات المستفيدين للاستفادة منها, كما سمح بعضها بإعارة كتبها. ومن بين ما أوصى به الباحث ضرورة تطبيق أمناء المكتبات لشرط الواقف في تيسير الاطلاع على الكتب الموقوفة والانتفاع بها تحقيقًا للغرض من وقفها.
وهناك دراسة أخرى أعدها يوسف بن إبراهيم الحميد عام 1420هـ(9) تحت عنوان "جهود وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وخططها في رعاية المكتبات الوقفية في المملكة" وقد قسمها إلى ثلاثة مباحث؛ تناول في الأول منها المكتبات الوقفية التابعة للوزارة موضحًا نشأة كل منها, ومجموعاتها, في حين تناول في المبحث الثاني إنجازات الوزارة خلال الفترة من عام 1414هـ حتى 1420هـ, أما القسم الأخير فتناول خطط الوزارة لدعم المكتبات الوقفية التابعة لها. وقد أوصت الدراسة بضم المكتبات الوقفية كافة إلى الوزارة – بما في ذلك المكتبات التابعة لرئاسة الحرمين الشريفين – على اعتبار أنها الجهة المسئولة عن الأوقاف وتشجيع الناس على الوقف على المكتبات الوقفية وتوعيتهم بأهميته من خلال الوسائل المختلفة, كما أوصت بتطوير المكتبات الوقفية من حيث العاملون فيها, والنظم المتبعة لتنظيم مجموعاتها وفقًا للأساليب الحديثة باستخدام الحاسب الآلي وربطها بشبكة آلية فيما بينها من جهة وربطها بالمكتبات العامة من جهة أخرى, وأوصت أيضًا بفتح مجالات التعاون بين المكتبات الوقفية وبين المكتبات العامة ومراكز البحث العلمي.
وقد أجرى ناصر بن عبدالرحمن بن إبراهيم آل حمود عام 1421هـ دراسة حول "الخدمات المكتبية التي تقدمها مكتبات وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للمستفيدين والتطلعات المستقبلية نحو تطويرها" (10), وقد عـرّف في دراستـه بالمكتبـات التي تشرف عليها الوزارة موضحًا الإجراءات المختلفة التي تتبعها المكتبات للحفاظ على مجموعاتها سواء المخطوطة أو المطبوعة ؛ بما في ذلك إجراءات الصيانة والتجليد والفهرسة والتصنيف. وتطرق الباحث في دراسته إلى استخدام الحاسب الآلي في تلك المكتبات وكذلك خدمات المستفيدين, وتناول من الجانب الآخر التطلعات المستقبلية لتطوير الإجراءات والخدمات المقدمة في تلك المكتبات.
أولاً – وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد :
تولت هذه الوزارة إدارة شئون الأوقاف وتنظيم أعمالها بالمملكة منذ عام 1414هـ بعد أن كانت تلك المهام تابعة لوزارة الحج والأوقاف منذ نشأتها في عام 1381هـ.
ومنذ أن تولت وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إدارة الأوقاف وتنظيمها أصبحت هي الجهة الرسمية المخولة بتطبيق اللوائح والنظم والقرارات المتعلقة بالأوقاف والتي من بينها نظام مجلس الأوقاف الأعلى والمجالس الفرعية الصادر عام 1386هـ , ولائحة تنظيم الأوقاف الخيرية(11, 12).
وقد أوكلت الوزارة المهام المرتبطة بالأوقاف والإشراف عليها إلى وكالة الوزارة لشئون الأوقاف, وأصبح الإشراف على مكتبات الأوقاف من ضمن مهام وكالة الوزارة. ونظرًا لتعدد المسئوليات المتعلقة بالأوقاف, وحرصًا على تنظيم العمل في وكالة الوزارة فقد تم إنشاء هيكل إداري لها يتكون من عدة إدارات هي :
1 – الإدارة العامة لأملاك الأوقاف.
2 – الإدارة العامة للاستثمار.
3 – الإدارة العامة للشئون الخيرية.
4 – الإدارة العامة للمكتبات.
5 – إدارة الشئون المالية والإدارية لغلال الأوقاف.
6 – الإدارة العامة للشئون الفنية.
وبالإضافة إلى تلك الإدارات فقد أنشئت فيها الأمانة العامة لمجلس الأوقاف, والأمانة العامة لمجلس شئون الأربطة(13) .
الإدارة العامة للمكتبات :
هي الجهة المخولة بالإشراف على مكتبات الأوقاف والعمل على تطويرها ووضع السياسات اللازمة لتحقيق أهدافها. كما تشرف هذه الإدارة على تنمية مجموعات مكتبات الأوقاف سواء من خلال الشراء أو التبادل أو الإهداء, وتنظيم تلك المقتنيات والمحافظة عليها وغير ذلك من المهام. وقد تم توزيع العمل في الإدارة العامة للمكتبات على أربع شعب جاءت على النحو التالي (14, 15) :
1 – شعبة المتابعة والخدمات :
تتولى وضع الخطة السنوية للإدارة ومتابعة تنفيذها بعد اعتمادها, وكذلك متابعة سير العمل في المكتبات التابعة للوزارة وتحديد احتياجاتها, كما تتولى هذه الشعبة وضع القواعد اللازمة لتنظيم العمل في إدارة المكتبات والشعب التابعة لها وتحديد احتياجاتها, وتقديم تقارير سنوية عن إنجازات الإدارة ووضع المقترحات لتطويرها.
2– شعبة التزويد :
تتركز مهامها حول اختيار أوعية المعلومات اللازمة للمكتبات التابعة للوزارة وذلك اعتمادًا على قوائم الناشرين, ومقترحات المكتبات. وتتولى هذه الشعبة مهمة المفاضلة بين وسائل الحصول على تلك الأوعية واختيار الوسيلة الأنسب سواء كانت الشراء أم التبادل أم الإهداء.
3– الشعبة الفنية :
تتولى المهام المتعلقة بتنظيم أوعية المعلومات من فهرسة وتصنيف وما سوى ذلك, فتقترح الأساليب التنظيمية الملائمة للتطبيق في المكتبات التابعة للوزارة, كما تقدم المشورة الفنية للمكتبات في ذلك الإطار.
4 – شعبة التسجيل :
تحتفظ بسجلات لمقتنيات المكتبات التابعة للوزارة من أوعية المعلومات المختلفة, إلى جانب سجلات أخرى لحصر مباني المكتبات, والمباني الموقوفة على المكتبات, وأرصدتها, وإيراداتها السنوية وشروط واقفيها. وتتولى هذه الشعبة التنسيق في هذا مع الإدارات الأخرى المعنية.
وتحرص الوزارة على تطوير مستوى مكتبات الأوقاف التابعة لها, وتبذل العديد من الجهود لتحقيق أهدافها, كما تحرص على إجراء الدراسات حول الأوضاع القائمة في تلك المكتبات, وقد عمدت الوزارة إلى تكليف المختصين بذلك للوقوف على الجوانب الإيجابية والسلبية في تلك المكتبات ووضع المقترحات اللازمة للارتقاء بها, وكان من بين تلك الدراسات دراسة أجريت عام 1414هـ من قبل فريق عمل تم تشكيله بناءً على توجيهات معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لدراسة وضع مكتبات الأوقاف التابعة للوزارة في مناطق المملكة المختلفة, كما أجريت دراسة أخرى على وضع المكتبات وتم إعداد تقرير عنها في عام 1415هـ وذلك من قبل مدير عام المكتبات.
وفي عام 1418هـ قام المدير العام للمكتبات والمدير العام لمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنـورة بالوقوف على مكتبة مكة المكرمـة بمكـة المكرمة , ومكتبة عبـد الله ابن العباس بالطائف لدراسة أوضاع الكتب والمكتبات فيهما(16) .
ثانيًا – المكتبات التي تشرف عليها الوزارة :
تشرف الوزارة على عدد من المكتبات الوقفية, وفيما يلي تتناول الباحثة المكتبات التي تركزت حولها هذه الدراسة :
1 – مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة :
تم افتتاحها عام 1403هـ / 1982م لتكون مجمعًا لمعظم مكتبات الأوقاف بالمدينة المنورة بما في ذلك المكتبات ذات المباني المستقلة والمكتبات الملحقة بالمدارس والمساجد والأربطة وغير ذلك. وقد أشار عبد الرحمن المزيني(17) إلى أبرز المكتبات التي تضمها تلك المكتبة وهي على النحو التالي :
أ - المكتبة المحمودية : أنشأهـا السلطـان محمود الثاني عام 1237هـ / 1821م وظلت في موقعها الملاصق لباب السلام بالحرم النبوي ثم انتقلت إلى باب الصديق بداخل الحرم, إلى أن انتقلت إلى مجمع مكتبات المدينة المنورة العامة بجوار دار القضاء في الجانب الجنوبي من الحرم النبوي, ثم انتقلت إلى موقعها الحالي في مكتبة الملك عبد العزيز.
ب – مكتبة عارف حكمت : أنشأها الشيخ أحمد عارف حكمت بن إبراهيم بن عصمت الحسيني عام 1270هـ/1853م, وكانت في مبنى بالقرب من المسجد النبوي, وقد تم نقلها إلى جناح خاص بها في مكتبة الملك عبدالعزيز بعد أن تم هدم مبناها لتوسعة الحرم النبوي.
جـ - مكتبة المدينة المنورة : أنشئت عام 1380هـ /1960م وكانت في مبنى خاص بها بجوار الحرم النبوي ثم انتقلت إلى موقعها الحالي في مكتبة الملك عبدالعزيز.
د – مكتبة المصحف الشريف : أنشئت عام 1391هـ في عهد الملك فيصل – رحمه الله – وتضم مجموعة مصاحف تبين المراحل المختلفة لكتابة المصحف الشريف.
وهناك مكتبات أخرى عديدة كانت ضمن مكتبة المدينة المنورة العامة ثم انتقلت إلى مكتبة الملك عبدالعزيز وهي : مكتبة المدرسة الإحسانية, ومكتبة مدرسة بشير آغا, ومكتبة مدرسة الساقزلي, ومكتبة مدرسة الشفاء, ومكتبة المدرسة العرفانية, ومكتبة المدرسة القازانية, ومكتبة مدرسة كيلي ناظري, ومكتبة رباط الجبرت, ومكتبة رباط قرة باش, ومكتبة رباط عثمان بن عفان, ومكتبة الأستاذ حسن محمد كتبي, ومكتبة السيد صافي بن عبدالرحمن, ومكتبة الشيخ عبدالرحمن بن الخيال, ومكتبة الشيخ عبدالقادر الجزائري, ومكتبة الشيخ عبدالقادر شلبي, ومكتبة الشيخ عمر حمدان, ومكتبة الشيخ محمد إبراهيم الختني, ومكتبة الشيخ محمد الخضر بن مايابي الجكني الشنقيطي, ومكتبة الشيخ محمد نور كتبي الحسني.
وتضم مكتبة الملك عبدالعزيز مجموعات عديدة قيمة حيث يبلغ عدد مخطوطاتها 14246 مخطوطة أصلية و25.000 كتاب نادر, إلى جانب 40.000 كتاب مطبوع, و20 رسالة جامعية, و100 دورية, و300 مطبوع حكومي.
2 – مكتبة مكة المكرمة :
يشير صالح المزيني(18) إلى أن مكتبة مكة المكرمة تتكون من مجموعة من المكتبات الخاصة بعضها مهداة من أشخاص وبعضها الآخر تم شراؤه وضمه إلى المكتبة من قبل وزارة الحج والأوقاف, هذا إلى جانب الكتب المهداة إلى المكتبة من قبل أشخاص أو هيئات. وقد وضع لبنتها الأولى الشيخ عباس سليمان قطان عام 1370هـ عندما اشترى مكتبة الشيخ محمد الكردي وأهداها إلى المكتبة. وقد حدد المزيني تلك المكتبات الخاصة ومجموعاتها على النحو التالي(19) :
أ – مكتبة محمد ماجد الكردي : بلغ عدد مجموعاتها 3506 عناوين تقع في 4447 مجلدًا.
ب – مكتبة عبدالحميد قدس : بلغ عدد مجموعاتها 1255 عنوانًا جاءت في 1486 مجلدًا.
جـ - مكتبة محمد سليمان حسب الله : بلغ عدد مجموعاتها 326 عنوانًا في 497 مجلدًا.
د – مكتبة محمد علي المالكي : بلغ عدد مجموعاتها 957 عنوانًا في 1226 مجلدًا.
هـ - مكتبة سراج ششة : بلغ عدد مجموعاتها 150 عنوانًا تقع في 262 مجلدًا.
و – مكتبة السادة الأدارسة : بلغ عدد مجموعاتها 254 عنوانًا في 283 مجلدًا.
ز – مكتبة عمر الفاروقي : بلغ عدد مجموعاتها 96 عنوانًا تقع في 127 مجلدًا.
ح – مكتبة محمد أحمد شطا : بلغ عدد مجموعاتها 730 عنوانًا جاءت في 1051 مجلدًا.
ط – مكتبة حسين عرب : بلغ عدد مجموعاتها 1521 عنوانًا في 2303 مجلدًا.
ي – مكتبة محمد رشيد فارسي : بلغ عدد مجموعاتها 3300 مجلد.
ك – مكتبة عباس عبد الجبار : بلغ عدد مجموعاتها 306 عناوين في 477 مجلدًا.
ل – مكتبة إبراهيم علاف : بلغ عدد مجموعاتها 459 عنوانًا جاءت في 621 مجلدًا.
م – مكتبة محمد بن لادن : بلغ عدد مجموعاتها 549 عنوانًا في 1713 مجلدًا.
ن – مكتبة سالم الجفري : وقد تبرع بمبلغ مائتين وخمسين ألف ريال ساهمت في شراء مجموعة كبيرة من الكتب والمصادر للمكتبة.
ولكل مكتبة من المكتبات السابقة قاعة خاصة بها, أو رفوف مستقلة تحمل اسم صاحبها, وذلك حسب حجم كل مكتبة من المكتبات.
وقد وجهت الباحثة في الاستبانة سؤالاً حول إجمالي عدد مجموعات المكتبة وقت إجراء هذه الدراسة, وأشار القائمون على مكتبة مكة المكرمة إلى أنها تضم ما يصل إلى 2000 مخطوطة بعضها أصلية وبعضها الآخر مصور, إلى جانب 27.000 كتاب, وحوالي 100 رسالة جامعية , و115 عنوان دورية.
3 – مكتبة عبدالله بن العباس في الطائف :
أنشأها محمد رشدي الشرواني في القرن الثالث عشر الهجري وكانت تقع في الطابق الأرضي من منارة مسجد عبدالله بن العباس – رضي الله عنهما – وبعد إعادة بناء المسجد تم نقلها إلى مبنى مستقل بجوار المسجد(20), وقد أعيد فتحها مرة أخرى عام 1384هـ بعد أن أهملت فترة طويلة وتلف الكثير من مخطوطاتها.
وتضـم المكتبـة مجموعات وقفية للعديد من الأشخاص من بينهم الشيخ علي حلمي الداغستاني , والشيخ عبدالحفيظ القارئ, والشيخ عثمان القارئ(21) .
ووفقًا لما أشار إليه أمين المكتبة معتز أبو الهدى خاشقجي في إجابته على الاستبانة الموجهة إليه, فإن المكتبة تضم حوالي 200 مخطوطة, و4000 كتاب, إضافة إلى عدد من الدوريات المتمثلة في صحف يومية ومجلات.
4 – المكتبة العلمية الصالحية بعنيزة :
أسسها الشيخ صالح بن عثمان القاضي عام 1373هـ واشترط عدم نقلها من المسجد الذي ألحقت به, وقد ضمت إليها عدة مكتبات خاصة. وألحقت بوزارة الحج والأوقاف عام 1397هـ (22, 23) .
ووفقًا لما أشار إليه أمين المكتبة محمد العثمان القاضي في إجابته على الاستبانة الموجهة إليه فإن المكتبة تضم حاليًّا عددًا من المخطوطات يصل إلى 200 مخطوطة أصلية ومصورة, إلى جانب 500 من الكتب النادرة, وحوالي 12.000 كتاب, و14 عنوان دورية من بينها 12 صحيفة يومية.
5 – مكتبة الشيخ محمد بن صالح المقبل بالمذنب :
أنشأها أبناء الشيخ محمد بن صالح المقبل وكانت نواتها مجموعة مكتبة والدهم. وكانت تقع في منزل الشيخ المقبل ثم انتقلت إلى مبنى مشروع خيري يضم مسجدًا وسكنًا للإمام والمؤذن...(24) . وقد أشار أمين المكتبة ناصر ابن حسن القويفل في إجابته على الاستبانة الموجهة إليه إلى أن المكتبة تضم حاليًّا مجموعة من المخطوطات تصل إلى 4 كتب و700 وثيقة مخطوطة, إلى جانب قرابة 5000 كتاب, و19 عنوان دورية, والصحف اليومية السعودية.
ثالثًا – استخدام تقنية المعلومات في مكتبات الأوقاف :
يعد إدخال تقنية المعلومات في مكتبات الأوقاف أكثر أهمية من بعض أنواع المكتبات الأخرى كما ذكرنا سابقًا وذلك بسبب بعض الخصائص التي تميز مجموعات تلك المكتبات وخدماتها وأهدافها التي تسعى إلى تحقيقها؛ وفيما يلي نوضح كل جانب من تلك الجوانب بشيء من التفصيل.
الجانب الأول – مجموعات مكتبات الأوقاف:
تتميز مكتبات الأوقاف بتوافر عدد كبير من المخطوطات والكتب النادرة فيها, وهي من أوعية المعلومات ذات القيمة الكبيرة من الناحية المادية والعلمية, لذا فإن الحاجة إلى الحفاظ على تلك المواد وحمايتها من التلف أو السرقة يعد ضرورة ملحة, وقد شهدت مكتبات الأوقاف عبر التاريخ العديد من محاولات التخريب المقصودة أو غير المقصودة التي أودت بعدد كبير من مجموعات تلك المكتبات, وقد أورد لنا يحيى محمود بن جنيد(25) نماذج مختلفة لتلك المحاولات التي ظهرت في العصور القديمة ويمكن تلخيصها في الآتي :
1 – نهب بعض العلماء والفقهاء لبعض المجموعات الموقوفة على المدارس أو في مكتبات وقفية وغيرها... وذلك رغبة منهم في الاستئثار بالعلم وحجبه عن العامة.
2 – استغلال بعض القضاة لمناصبهم واغتصابهم لكتب الأوقاف.
3 – حرق الغزاة والجهلة لدور الكتب وسطوهم عليها ونهبهم لها.
4 – تفريط بعض أمناء المكتبات في مجموعاتها من خلال تسهيل نهبها وسرقتها بالإهمال في الإشراف عليها أو بإعارتها دون ضمانات وذلك على سبيل المجاملة أو لتحقيق منافع خاصة من قبل بعض أصحاب النفوذ.
5 – قيام بعض الطلبة بسرقة الكتب وبيعها بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي مرت بها دولهم في بعض الفترات التاريخية.
ولم تسلم مكتبات المدينة المنورة من تلك المحاولات حيث تعرضت مكتبة عارف حكمت لأكثر من محاولة للسرقة والنهب أدت إلى ضياع مجموعة من مخطوطاتها القيمة ومن ذلك ما أورده حمادي علي التونسي(26) :
1 – فقدان مصحف مذهب مكتوب على ورق نعام بخط أندلسي.
2 – سرقة مسند أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز.
3 – نقل ستين كتابًا من المكتبة إلى إستنبول بأمر من شريف باشا, وقد أشير أمام عناوينها في السجلات بحرف ( م ) أي مفقود.
4 – سرقة أحد الأشخاص لأصل مخطوطة بعد أن نسخها وختم النسخة بخاتم المكتبة وتركها بدلاً من الأصل.
5 – إهمال بعض أمناء المكتبات لمسئوليتهم مما أدى إلى بيع عدد كبير من المخطوطات في فترة إشرافهم على المكتبة.
والواقع أن ما تعرضت لـه مجموعات المكتبات الوقفية في مختلف أنحاء العالم العربي عبر العصور التاريخية المختلفة جعل القائمين عليها يهتمون بالاستفادة من الوسائل المتاحة للحفاظ على تلك المجموعات, وقد كان ظهور المصغرات الفيلمية أحد الوسائل التي ساعدت بعض المكتبات على تفادي جزء كبير من مشكلة فقـدان مجموعـات المكتبات, وذلك لما تتيحه تلك المصغرات من الحفاظ على مجموعات المخطوطات والكتب النادرة من التلف الناتج عن كثرة الاستخدام, حيث يمكن الحفاظ عليها من عمليات السرقة التي قد يقوم بهـا البعض , ومن ناحية أخرى يمكن حفظ نسخ مصغرة في خزائن خاصة تقاوم الحريق وذلك لتفادي تلفها في عمليات التخريب أو الحرائق (27)؛ خصوصًا وأن المصغرات لا تشغل حيزًا كبيرًا في الحفظ.
وعلى الرغم من مميزات المصغرات الفيلمية السابق ذكرها إلا أنها لا تخلو من بعض الجوانب السلبية والتي من بينها :
1 – احتمالات تعرضها للتلف نتيجة لسوء الاستخدام, ويرجع ذلك إلى أن استخدامها يحتاج إلى تشغيل أجهزة قارئة, وبالتالي يتطلب مهارات معينة لذلك(28).
2 – صعوية استرجاع المستفيد للمعلومات من بعض أشكال المصغرات, ومن ذلك الميكروفيلم حيث يتطلب الأمر البحث عن المعلومة في لفائف الفيلم, أو الميكروفيش الذي تزداد صعوبة استرجاع المعلومات منه كلما زاد حجم البطاقات المنسوخة عليها.
3 – تعرض البطاقات المصغرة للسرقة في بعض الأحيان بسبب صغر حجمها.
4 – صعوبة استرجاع البطاقة المصغرة في حالة الخطأ في عملية صفها ووضعها في غير مكانها الصحيح(29).
وعلى الرغم من تلك الجوانب المشار إليها وغيرها إلا أنه لا يمكن التقليل من أهمية المصغرات الفيلمية بوصفها وسيطًا من الوسائط غير المكلفة لخزن المعلومات واسترجاعها, والتي تسهم في الحفاظ على مجموعات المكتبات من التلف أو الضياع, إلاّ أنه مع تطور وسائط اختزان المعلومات واسترجاعها أصبح بالإمكان الاستفادة من أشكال أخرى من وسائط المعلومات مثل الأشكال المليزرة CD ROM) و DVD ... إلخ) حيث تتيح تلك الأشكال للمكتبات اختزان كم هائل من المعلومات في حيز صغير وبتكاليف قليلة وبشكل يتيح استرجاع المستفيدين للمعلومات بسهولة كبيرة, كما يمكن إتاحة الاستخدام لأكثر من شخص في الوقت نفسه في حالة ربط تلك الوسائط بشبكات سواء محلية أم عالمية.
وقد حرصت بعض مكتبات الأوقاف بالمملكة العربية السعودية على الاستفادة من المصغرات الفيلمية في اختزان بعض مجموعاتها ومن ذلك مكتبة مكة المكرمة التي تضم بين مجموعاتها 1500 مخطوط في شكل مصغرات فيلمية, ويشير عبدالوهاب أبو سليمان(30) إلى أن تصوير المخطوطات على ميكروفيلم قد تم عن طريق مركز التراث الإسلامي بجامعة أم القرى في مقابل احتفاظ المركز بنسخة مصورة على ميكروفيلم من تلك المخطوطات. أما مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة فتضم حوالي 1000 مخطوط و250 كتابًا نادرًا مصورًا على ميكروفيلم. ولا تشتمل باقي مكتبات الأوقاف التابعة للوزارة على أي مجموعات على شكل مصغر.
أما فيما يتعلق بالأقراص المدمجة فلم تستخدم أي مكتبة من المكتبات الوقفية مجال الدراسة تلك الوسائط لاختزان المعلومات واسترجاعها حتى الوقت الراهن؛ وإن كانت مكتبة الملك عبدالعزيز تخطط لذلك مستقبلاً.
الجانب الثاني – خدمات المعلومات في مكتبات الأوقاف :
أدى حرص الواقفين على حفظ مجموعات الكتب التي وقفوها, ورغبتهم في إفادة أكبر عدد من المستفيدين منها, وخوفهم من ضياعها أو تلفها, أدى ذلك إلى وضعهم لبعض الشروط التي تضبط استخدام تلك المجموعات, وقد أدت تلك الشروط إلى وضع بعض القيود على تقديم خدمات المعلومات في مكتبات الأوقاف ومن ذلك:
1 – منع إعارة الكتب إعارة خارجية؛ ومن أولئك الشيخ عارف حكمت الذي اشترط عدم خروج المصاحف أو الكتب من مكتبته سواء على سبيل الإعارة أو بغرض استنساخها, واشترط أن يقتصر الانتفاع منها على استخدامها داخل المكتبة للاطلاع أو الاستكتاب منها(31).
2 – شدد البعض على المطالعة الداخلية أيضًا حيث اشترط أحدهم في وقفيته أن يقوم خازن الكتب بكتابة أسماء طالبي الكتب لمطالعتها داخل المكتبة على أن يمسح الاسم بعد إعادة الكتاب(32).
3 – منع بعض الواقفين خروج الكتب لاستنساخها وذلك خوفًا من تفرقها أو ضياعها أو تلفها بسبب تجزئتها وتفريق ملازمها(33). وهناك من اشترط الاستئذان من الناظر عند الاستنساخ بحيث لا يكتب من الكتاب والقرطاس في بطنه أو على كتابته, ولا يضع المحبرة عليه أو يمرر القلم فوق الكتاب(34).
4 – اشترط بعضهم أن تقتصر إعارة الكتب خارجيًا على فئة معينة وهم الأشخاص الموثوق فيهم والمعروفون بالأمانة من ذوي السمعة الجيدة, واشترط البعض ضرورة وضع ضمانات لذلك تتمثل في رهن مناسب على أن ترد الكتب المعارة بعد فترة زمنية محددة كأن تكون شهرين على سبيل المثال أو أن ترد إلى المكتبة في زمن المواسم, كما اشترط البعض إلى جانب الضمان توفير كفيل, واكتفى البعض الآخر بكتابة سند استلام للكتب المعارة وتركه لدى المكتبة إلى حين إرجاع الكتب(35, 36, 37).
ولو تتبعنا الوضع القائم في مكتبات الأوقاف مجال الدراسة لوجدنا أنها لا تختلف كثيرًا في القيود التي تضعها لتقديم خدماتها عما ذكرناه بشأن المكتبات الموقوفة عبر العصور التاريخية, فقد تبين من خلال الدراسة الآتي :
1 – أن جميع المكتبات تسمح باستخدام مقتنياتها من أوعية المعلومات للباحثين من ذوي السمعة الطيبة أو المكانة العلمية الرفيعة كأعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا.
2 – أن جميع المكتبات لا تتيح إعارة موادها إعارة خارجية بالشكل المتعارف عليه للإعارة وإنما يسمح معظمها بنوع خاص من الإعارة وفقًا لشروط معينة وذلك بهدف استنساخ المستفيدين لأوعية المعلومات المتوافرة بها, وتتشابه الشروط الموضوعية لذلك بين المكتبات في بعض جوانبها وتختلف في جوانب أخرى؛ فنجد أن مكتبة مكة المكرمة تسمح بالاستنساخ بداخلها في حالات الحاجة الملحة لذلك, وإذا تعذر ذلك بسبب كثرة الطلب أو تعطل آلة النسخ أو غير ذلك, فإنها تسمح بإعارة أوعية المعلومات لاستنساخها خارج المكتبة وإعادتها مرة أخرى, وتضع المكتبات شروطًا لذلك على النحو التالي :
أ – أن يتم ذلك في حالات الضرورة.
ب – أن يترك الباحث بطاقة إثبات الهوية الخاصة به لدى المكتبة إلى حين إرجاع المادة.
جـ - أن تتم إعارة النسخ الورقية المصورة من المخطوطات في حالة توافرها بالمكتبة, إما إذا لم يكن هناك أي نسخ ورقية فتتم إعارة النسخة المصورة على ميكروفيلم.
د – أن يتم تصوير نسخة ورقية للمكتبة من قبل الباحث في حالة استعارته للنسخة المصغرة على ميكروفيلم.
وتسمح المكتبة العلمية الصالحية بعنيزة للباحثين باستعارة أوعية المعلومات – فيما عدا المخطوطات – في حالات الضرورة الملحة بغرض استنساخها وإعادتها إلى المكتبة؛ وذلك على اعتبار أن آلة الاستنساخ الموجودة في المكتبة مخصصة للاستخدام الرسمي وليست لتقديم خدمات للمستفيدين, وتضع المكتبة شروطًا لذلك تتمثل في التالي :
1 – إيداع المستفيد مبلغًا ماليًا كتأمين بالمكتبة إلى حين إرجاعه للمادة المستعارة.
2 – استنساخ المستفيد نسخة ورقية مصورة من المادة المستعارة التي قام باستنساخها وذلك لإيداعها بالمكتبة.. ونتيجة لهذا النظام المتبع فإن المكتبة تحتفظ بنسخ ورقية مكررة لبعض مجموعاتها.
ويختلف النظام المتبع في مكتبة الشيخ محمد المقبل حيث تتيح المكتبة خدمة الاستنساخ للباحثين بداخلها فقط ولا تسمح بإعارة أوعية المعلومات إعارة خارجية مطلقًا. وكذلك فإن مكتبة الملك عبدالعزيز تتيح هذه الخدمة بداخلها أيضًا.
وتوفر مكتبة الملك عبدالعزيز عددًا من أجهزة الاستنساخ المخصصة لتقديم تلك الخدمة للمستفيدين من الكتب والمخطوطات المتوافرة بها, ولا يقتصر تقديم تلك الخدمة على المستفيدين الذين يحضرون إلى المكتبة, ولكن يتم أيضًا الاستنساخ الورقي أو الميكروفيلمي للمواد وإرسالها إلى المستفيدين على عناوينهم في حالة طلبهم ذلك(38).
وهناك مكتبة واحدة من بين المكتبات مجال الدراسة – وهي مكتبة عبدالله بن العباس – لا تسمح باستنساخ موادها خارج المكتبة كما أنها لا توفر آلات استنساخ داخل المكتبة, وبالتالي فإنها لا تتيح سوى خدمة الاطلاع الداخلي.
وإذا كان ما سبق يوضح حرص الواقفين والقائمين على مكتبات الأوقاف على بقاء الكتب الموقوفة بحالة سليمة لإفادة الباحثين وطلاب العلم وتحقيق الهدف من وقفها, فإن في تلك الشروط العديد من القيود التي قد تحد من الإفادة من تلك المجموعات القيمة.
وقد أتاحت لنا تقنية المعلومات وسائل حفظ ونقل للمعلومات يمكن من خلالها إيصال المعلومات إلى المستفيدين حتى في حالة تواجدهم خارج حدود المكتبة دون الحاجة إلى إخراج الوثيقة؛ وذلك تحقيقًا لمفهوم "المكتبات بدون حوائط libraries without walls" الذي أصبح متعارفًا عليه في عالم المكتبات والمعلومات الحديث حيث أصبحت مقتنيات المكتبات بما فيها من نصوص كاملة للوثائق, إلى جانب الفهارس والكشافات والمستخلصات بما تتضمنه من بيانات ببليوجرافية, أصبحت جميعها تختزن على وسائط إلكترونية وتتاح من خلال شبكات المعلومات لتحقق ما يسمى بالمكتبات الافتراضية virtual library أو المكتبات الرقمية digital library, وهي المكتبات التي يطلق عليها البعض أنها مكتبات القرن الحادي والعشرين التي تتيح فيها الحاسبات الآلية ونظم الاتصالات الوصول إلى معدلات كبيرة من أوعية المعلومات عن بعد(39).
والواقع أن هناك أكثر من دافع يجعل مكتبات الأوقاف تتجه نحو استخدام تقنية المعلومات لتقديم خدماتها للمستفيدين, ويمكن تلخيص أهم تلك الدوافع في الآتي :
1 – تطوير مستوى خدماتها بما يتماشى مع الاتجاهات السائدة في مكتبات العالم.
2 – إتاحة أوعية الملعومات بشكل أسهل وأسرع.
3 – إتاحة أوعية المعلومات عن بعد للمستفيدين بشكل تحافظ به المكتبة على تلك الأوعية دون إعارة الأصول أو إتاحتها للتداول.
4 – إتاحة المعلومات للمستفيدين في الوقت الملائم لهم دون إلزامهم بالبقاء وقتًا طويلاً في داخل المكتبات للاطلاع الداخلي على أوعية المعلومات.
5 – إتاحة الاستخدام لفئات المستفيدين كافة دون قيود تحد من إفادتهم منها.
6 – تنظيم المعلومات بشكل يسهل معه استرجاعها.
7 – تحقيق التعاون بين المكتبات باستخدام شبكات المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة.
ومن هنا يمكن القول إن إدخال النظم الآلية إلى مكتبات الأوقاف يعد من الجوانب المهمة التي تحل بعض المشكلات التي تعترض إتاحة أوعية المعلومات فيها والتي مبعثها أساسًا الحرص على تلك الأوعية القيمة الموجودة بها وتنفيذ ما جاء من شروط وقفيات أصحابها, فباستخدام تلك التقنيات الحديثة يمكن حفظ الأصول بعيدًا عن التداول وإتاحة المعلومات الواردة فيها للإفادة منها بشكل أفضل, هذا علاوة على إمكانية تطوير مستوى الخدمات من حيث تقديم وسائط معلومات حديثة تتيح استرجاع المعلومات بسرعة أكبر ودقة أكثر وذلك من خلال الاشتراك في قواعد البيانات المحملة على أقراص مدمجة. وقد تبين للباحثة أن جميع المكتبات الوقفية مجال الدراسة لا تشترك في قواعد بيانات محملة على ذلك النوع من الوسائط.
ومن المؤكد أن الدخول إلى عالم المكتبات الافتراضية أو الرقمية يتطلب من المكتبات اتخاذ إجراءات عديدة أبرزها ما يلي :
1 – التنظيم الآلي للمعلومات :
لابد أن تقوم المكتبات في بادئ الأمر بتنظيم مجموعاتها في شكل آلي وذلك من خلال إنشاء قاعدة بيانات ببليوجرافية لمحتويات كل مكتبة من المكتبات لتمثل الفهرس الآلي الخاص بها.
وينبغي أن تحرص المكتبات على إنشاء فهارس آلية متوافقة مع صيغة مارك MARK Format (الفهرس المقروء آليًا Machine Readable Catalogue) وذلك حتى تتمكن تلك المكتبات من تبادل البيانات الببليوجرافية مع المكتبات ومراكز المعلومات الأخرى.
وبإلقاء نظرة على واقع مكتبات الأوقاف بالمملكة نجد أن جميع المكتبات مجال الدراسة لا تتبع نظمًا آلية متكاملة integrated systems لتنظيم العمل في مختلف أقسام تلك المكتبات بما في ذلك الفهرسة, والتزويد, والإعارة, وضبط السلاسل, واسترجاع المعلومات, بل إن معظم تلك المكتبات لم تدخل النظم الآلية للمكتبات إلى حيز العمل فيها مطلقًا وقد أدخلت مكتبتان من المكتبات النظم الآلية إلى عمليات الفهرسة ؛ وهما مكتبة مكة المكرمة التي أدخلت النظام عام 1415هـ, والمكتبة العلمية الصالحية التي أدخلته عام 1419هـ, وبدأت بتشغيله عام 1421هـ, حيث تختزن كل من المكتبتين بيانات عن أوعية المعلومات المتوافرة بها باستخدام برامج خاصة تم إعدادها لكل منها من قبل أشخاص متطوعين, ولا تتوافق تلك النظم مع صيغة مارك MARC Format لإدخال البيانات واسترجاعها. وقد حدد صالح المزيني(40) حقول البيانات التي يشتمل عليها الفهرس الآلي للمكتبة على النحو التالي : الرقم التسلسلي, اسم القاعة, تاريخ دخول الكتاب, الرقم الخاص, رقم التصنيف, العنوان, الموضوعات, لقب المؤلف اسمه, اسم الشخص المعد للعمل, الطبعة, المكان, الناشر, تاريخ النشر, الأجزاء, عدد المجلدات, عدد الصفحات, نوع التجليد, الملاحظات.
ويشير القائمون على المكتبة إلى أن الفهرس الآلي لا يتضمن حاليًّا تحديد أرقام التصنيف, حيث إن المكتبة لم تبدأ بتصنيف مجموعاتها وفقًا لنظام ديوي العشري إلا منذ فترة قريبة أي بعد الانتهاء من خزن البيانات وفقًا للنظام الآلي الموجود.
وتخصص مكتبة مكة المكرمة الفهرس الآلي للبيانات الببليوجرافية الخاصة بالكتب المتوافرة بها. أما بيانات المخطوطات فلم يتم إدخالها إلى النظام الآلي حتى الآن.
والجدير بالذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة تعمل حاليًّا على المفاضلة بين نظامي الأفق ويونيكورن لاختيار البديل الأمثل منهما لتطبيقه في المكتبة.
ويشير عبدالرحمن المزيني مدير مكتبة المدينة المنورة إلى أن المكتبة قد انتهت من المرحلة التحضيرية للاستخدام الآلي فيها؛ والمتمثلة في توفير متطلبات شبكة داخلية وحاسبات تربط جميع أقسام المكتبة(41).
ولابد من الإشارة إلى أن جميع المكتبات مجال الدراسة لم تعمل على اختزان فهارسها وإتاحتها على أقراص مدمجة حتى الوقت الراهن.
2 – اختزان النصوص الكاملة للمواد على وسائط إلكترونية :
ينبغي على المكتبات إتاحة النصوص الكاملة لمصادر المعلومات المتوافرة بها على وسائط إلكترونية يمكن إتاحتها للمستفيدين من داخل المكتبات أو عن بعد.
وتجدر الإشارة إلى أن مكتبات العالم العربي التي تضم مخطوطات وكتبًا قيمة قد أخذت تتجه نحو تحويل نصوص مجموعاتها إلى الشكل الإلكتروني؛ ومن ذلك (مكتبة أمير المؤمنين) في مدينة النجف بالعراق التي تضم مجموعة من المخطوطات القيمة والتي من بينها "الرسالة التي بعث بها الرسول r إلى المقوقس عظيم القبط, ومصحف شريف بخط الإمام علي بن أبي طالب على جلد غزال بالخط الكوفي, إضافةً إلى مخطوطات عدد من علماء المسلمين مثل أبي حنيفة النعمان, وأحمد بن حنبل". وتسعى المكتبة للحصول على موقع على شبكة الإنترنت لعرض تلك المخطوطات القيمة وغيرها من النوادر المتوافرة بالمكتبة(42).
وعلى الرغم من أن مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة تخطط لخزن النصوص الكاملة لمجموعاتها على أقراص مدمجة بعد أن يتم تشغيل النظام الآلي فيها, إلاّ أنه حتى الآن لم يتم ذلك في أي مكتبة من مكتبات الأوقاف مجال الدراسة.
3– ارتباط المكتبات بشبكات معلومات :
لابد أن تهتم مكتبات الأوقاف باستخدام شبكات المعلومات لما لها من دور في تسهيل التعاون بين المكتبات الوقفية بعضها ببعض , وبينها وبين المكتبات الأخرى, والذي يؤدي بدوره إلى الاقتصاد في المال والوقت والجهد المبذول في العمليات الفنية وإجراءات التزويد وما سوى ذلك من أعمال مكتبية, إلى جانب مساهمة تلك النظم في تطوير المكتبيين وإكسابهم الخبرات اللازمة, إضافةَ إلى ما تؤدي إليه من تطوير مستوى خدمات المكتبات من خلال تسهيل الإعارة بين المكتبات, وإتاحة أوعية معلومات إضافية للمستفيدين(43).
وحتى وقتنا الحاضر فليس هناك ربط شبكي بين المكتبات الوقفية مجال الدراسة باستخدام وسائل الاتصال الحديثة يسمح بتبادل البيانات الببليوجرافية لتحقيق فهرسة تعاونية أو ما سواها, وذلك أن معظم تلك المكتبات لم تستخدم حتى الآن نظمًا آلية لضبط مجموعاتها, بل إن المكتبتين اللتين تستخدمان نظم فهرسة آلية لم تراعيا اتفاقهما مع صيغة مارك ؛ وبالتالي فإنه لا يمكن تبادل المعلومات فيما بينهما آليًا. كذلك فإن جميع المكتبات مجال الدراسة لا تتصل بشبكات معلومات سواء محلية أو وطنية أو عالمية مع مكتبات أخرى غير وقفية.
وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز هي المكتبة الوحيدة من بين مكتبات الأوقاف مجال الدراسة التي تتصل من خلال شبكة معلومات وطنية بمكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض, وقد بدأ ذلك الاتصال الشبكي منذ عام 1418هـ.
وتستطيع المكتبة من خلال ذلك الاتصال الاطلاع على فهارس المكتبة الوطنية والتعرف إلى مقتنياتها, والإفادة من قاعدة بياناتها لفهرسة مجموعاتها.
وتسعى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة إلى توسيع مجال التعاون بينها وبين المكتبات ومراكز المعلومات في المملكة من خلال سعيها إلى الاتصال شبكيًا بالمكتبات الجامعية بالمملكة وكذلك مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض.
وقد صرح المدير العام لإدارة المكتبات الوقفية بالمملكة أن وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف تسعى جاهدة لربط مكتبات الأوقاف بعضها ببعض ثم ربطها بالمكتبات الأخرى, حيث أوضح أن ذلك يعد من خطط الوزارة لتطوير تلك المكتبات(44).
ولا تتصل أي من المكتبات مجال الدراسة بشبكة الإنترنت العالمية على الرغم من أهمية تلك الشبكة للمكتبات عمومًا حيث تحقق عدة إيجابيات من بينها :
1 – تسهيل مراسلات المكتبة وتواصلها مع المستفيدين من خلال البريد الإلكتروني.
2 – تطوير مستوى الخدمات من خلال استرجاع المعلومات عن طريق الشبكة العنكبوتية.
3 – تطوير العاملين بالمكتبة من خلال تبادل الخبرات بسهولة مع المختصين.
4 – تيسير عمليات التزويد من خلال الاتصال بالناشرين عن طريق الشبكة والتعرف إلى إصداراتهم وطلبها.
5 – تيسير اتصال المكتبات بالإدارة العامة للمكتبات بوكالة الوزارة لشئون الأوقاف بشكل أكثر سرعة وأقل تكلفة.
4 – إنشاء موقع للمكتبات على الشبكة العنكبوتية :
تحتاج مكتبات الأوقاف إلى إنشاء مواقع لها على الشبكة العنكبوتية العالمية World Wide Web وذلك لعدة أسباب من بينها :
1 – تحقيق إهدافٍ إعلامية, حيث إن إنشاء مكتبات الأوقاف لمواقع لها على شبكة الإنترنت سيحقق بلا شك أهدافًا إعلامية لتلك المكتبات, وستؤدي تلك المواقع دورًا كبيرًا في إيصال رسالة عن الوقف ودوره في المجتمع من خلال إبراز دور المكتبات الوقفية في خدمة المستفيدين.
وقد أشار يوسف الحميد مدير إدارة المكتبات بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في دراسته عن جهود الوزارة في إطار المكتبات الوقفية(45), إلى أن من خطط الوزارة لتطوير مكتبات الأوقاف (الاهتمام بالجانب الإعلامي للتعريف بمناشط المكتبات الوقفية ومحتوياتها النادرة وجذب المستفيدين إليها عن طريق إصدار نشرة شهرية ومطويات وكتيبات تتحدث عن المكتبات الوقفية)، كما أوصى في دراسته باستغلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لنشر الوعي بأهمية دعم مكتبات الأوقاف ماديًا ومعنويًا لما لذلك من دور كبير في نشر الوعي, وأوصى كذلك بتنظيم منتديات وملتقيات ودعوة رجال الأعمال والإعلاميين إليها لتشجيع دعم تلك المكتبات. وترى الباحثة أن إنشاء مواقع للمكتبات الوقفية على شبكة الإنترنت سيؤدي دوره إلى جانب الوسائل الإعلامية السابق ذكرها لخدمة هذا الهدف الإعلامي؛ وذلك على اعتبار أن تلك المواقع يمكن أن تصل إلى عدد كبير من فئات المستفيدين في مختلف أنحاء العالم كما أن فيها من عوامل الجذب ما يفوق الإصدارات الورقية وذلك لإمكانية امتزاج النصوص فيها مع الصور المتحركة والصوت في نصوص فائقة hypertext.
2 – إتاحة المجال للمستفيدين للتعرف إلى المكتبة عن بعد ومعرفة أهدافها ونشاطاتها ومقتنياتها من أوعية المعلومات. وتحقق بذلك المكتبات الوقفية مستوى أعلى من الخدمات المقدمة إلى المستفيدين, حيث تنقل المعلومات إليهم في أماكن وجودهم؛ سواء في مكاتبهم أم منازلهم, وبالتالي يستطـيع المستفيـد أن يبحث عن المعلومات في أي وقت يناسبه لعدم حاجته للالتزام بمواعيد الدوام الرسمي لتلك المكتبات.
3 – مسايرة التطورات التقنية الحديثة في مجال المعلومات, والارتقاء بمستوى مكتبات الأوقاف وخدماتها بشكل يعكس صورة جيدة لتلك المكتبات, حيث أصبح التوجه الحالي نحو المكتبات الرقمية أو الافتراضية التي تتاح فيها المعلومات للمستفيدين دون التقيد بحدود المكان أو الزمان.
وقد تطورت الوسائط الحديثة لنقل المعلومات حتى أنه ظهر إلى الوجود مؤخرًا ما يسمى بالكتاب الإلكتروني , الذي يمثل نصوصًا أو نصوصًا وصورًا منشورة في شكل رقمي digital, وتستخدم الحاسبات الآلية في إنشائها, وعرضها, وقراءتها. ويتم تحميل تلك المعلومات من مواقع الشبكة العنكبوتية web site على أجهزة حاسب آلي صغيرة الحجم تستخدم كأجهزة قارئة للكتاب الإلكتروني(46). وبالتالي فإن الكتاب الإلكتروني يعد وسيطًا بديلاً للكتاب الورقي, ويتميز بصغر الحيز الذي يشغله, وقلة تكلفة نشره مقارنةً بالكتاب الورقي, بالإضافة إلى إتاحته خزن الصورة والصوت إلى جانب النصوص(47). ويمكن لمكتبات الأوقاف الاستفادة من هذه التقنية في مرحلة لاحقة لإتاحة المعلومات للمستفيدين منها.
وبدراسة مكتبات الأوقاف بالمملكة تبيّن أنه ليس لأي مكتبة من المكتبات مجال الدراسة موقع على الشبكة العنكبوتية العالمية على شبكة الإنترنت, إلاّ أن مكتبة الملك عبدالعزيز تجري حاليًّا إعداد موقعها على تلك الشبكة, ومن المتوقع الانتهاء منه قريبًا بإذن الله تعالى.
ولا شك إن إدخال النظم الآلية إلى حيز الاستخدام في مكتبات الأوقاف سيتطلب تدريب العاملين فيها وتأهيلهم للتعامل مع تلك النظم والإفادة منها على النحو المطلوب, ولن تتطرق هذه الدراسة لتلك الجوانب حيث إنها تحتاج إلى دراسة مستقلة.
النتائج والتوصيات :
توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :
1 – أن القيود التي تضعها مكتبات الأوقاف على استخدام مجموعاتها والمتمثلة في منع إعارتها, وعدم إتاحتها لفئات المستفيدين كافة وغير ذلك من القيود؛ على الرغم من أنها تؤدي إلى حفظ أوعية المعلومات من التلف إلاّ أنها تحد من إتاحة تلك المجموعات للمستفيدين وإفادتهم منها على النحو الأمثل.
2 – أن استخدام التقنية الحديثة في اختزان النصوص الكاملة للمخطوطات والكتب النادرة يجعل المكتبات تحفظ أصول مجموعاتها بعيدًا عن التداول من ناحية, وتحقق إتاحة تلك المواد للمستفيدين دون قيود من ناحية أخرى.
3 – لا تتبع أي من المكتبات مجال الدراسة نظمًا آلية متكاملة, وتتبع مكتبتان فقط من المكتبات النظم الآلية في الفهرسة, ولكن النظم المتبعة فيهما لا تتفق مع صيغة مارك ولا تتضمن البيانات الببليوجرافية كاملة.
4 – تسعى مكتبة الملك عبدالعزيز لإدخال النظم الآلية إلى نطاق الفهرسة قريبًا حيث تعمل حاليًّا على اختيار النظام الملائم للتطبيق فيها.
5 – لا تختزن أي من المكتبات مجال الدراسة النصوص الكاملة لمخطوطاتها أو لكتبها النادرة أو ما سوى ذلك من مواد ، على أقراص مدمجة, وتخطط مكتبة الملك عبدالعزيز لذلك مستقبلاً.
6 – لم تنشئ أي مكتبة من المكتبات مجال الدراسة مواقع لها على شبكة الإنترنت حتى الوقت الراهن, وتخطط مكتبة الملك عبدالعزيز لذلك مستقبلاً.
7 – لا تشترك أي من المكتبات في قواعد بيانات على أقراص مدمجة, وتخطط مكتبة الملك عبدالعزيز لذلك مستقبلاً.
8 – لا ترتبط مكتبات الأوقاف بعضها ببعض بشبكات معلومات تتيح التعاون بينها في مجالات التنظيم وتقديم الخدمات, وتخطط الوزارة لذلك مستقبلاً.
9 – تتصل مكتبة الملك عبدالعزيز بمكتبة الملك فهـد الوطنيـة من خـلال شبكة تربطها بها وتتيح لها الاطلاع على فهارس المكتبة الوطنية والاستفادة منها في الفهرسة وفي إفادة المستفيدين.
10 – تهتم وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتطوير مكتبات الأوقاف التابعة لها وتجري باستمرار الدراسات اللازمة لذلك.
وفي ضوء تلك النتائج توصي الباحثة بما يلي:
1 – إدخال نظم الفهرسة الآلية إلى جميع مكتبات الأوقاف التي لم تدخل إليها تلك النظم حتى الآن على أن تدعم النظم المتبعة صيغة مارك للفهرسة.
2 – تحويل نظم الفهرسة الآلية القائمة في كل من مكتبة مكة المكرمة والمكتبة العلمية الصالحية إلى نظم تدعم صيغة مارك.
3 – تحويل أوعية المعلومات المتاحة في مكتبات الأوقاف؛ وخاصة المخطوطات والكتب النادرة إلى شكل مقروء آليًا وإتاحتها للمستفيدين عن بعد مع فهارسها وكشافاتها, وذلك في سبيل تحقيق مفهوم المكتبات الرقمية.
4 – ربط المكتبات الوقفية السعودية بشبكة الإنترنت, وإنشاء نظام تعاوني بين تلك المكتبات يمكنها من تبادل المعلومات عبر الشبكة؛ سواء في إطار التنظيم (فهرسة وتصنيف) أو تقديم الخدمات بالتعرف إلى محتويات كل مكتبة من المكتبات واسترجاع أوعية المعلومات المتاحة في تلك المكتبات.
5 – إنشاء مواقع لمكتبات الأوقاف السعودية على شبكة الإنترنت.
6 – الاهتمام بتدريس مكتبات الأوقاف ضمن المقررات الدراسية في أقسام المكتبات والمعلومات, وذلك لتوعية المتخصصين بأهمية تلك المكتبات, وأساليب تنظيمها, وتقديم خدماتها في ظل التطورات الحديثة في مجال المكتبات والمعلومات, الأمر الذي يؤدي إلى تطوير تلك المكتبات والارتقاء بها.
7 – إجراء دراسة على العاملين في مكتبات الأوقاف للتعرف إلى إمكانية تعاملهم مع التقنية الحديثة وإمكانية تأهيلهم.
الهوامش والمراجع
1 – علي بن إبراهيـم النملة. أوقاف الكتب والمكتبات : مدى استمرارها ومعوقات دوام الإفادة منها. في : بحوث ندوة المكتبات الوقفية في المملكة العربية السعودية المنعقدة في المدينة المنورة في المدة من 25 – 27 المحرم 1420هـ .- الرياض: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, 1421هـ .- ص 545, 563 – 564.
2 – ربط المكتبات الوقفية بشبكة اتصالات آلية (حوار مع المدير العام لإدارة المكتبات الوقفية بالمملكة).- الدعوة.- ع1711 (20 جمادى الآخرة 1420هـ).- ص 30.
3 – محمد محمد الهادي. تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها.- القاهرة: دار الشروق, 1409هـ.- ص 32.
4 – أحمد محمد الشامي وسيد حسب الله.- المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات: إنجليزي – عربي.- الرياض: دار المريخ, 1408هـ.- ص 573.
5 – حمادي علي محمد التونسي. المكتبات العامة بالمدينة المنورة : ماضيها وحاضرها / إشراف عباس صالح طاشكندي.- رسالة ماجستير – قسم المكتبات والمعلومات – كلية الآداب – جامعة الملك عبدالعزيز, 1401هـ.- 260 ص.
6 – صالح بن عبدالعزيز المزيني. مكتبة مكة المكرمة: دراسة تاريخية / إشراف أنس صالح طاشكندي.- رسالة ماجستير – قسم المكتبات والمعلومات – كلية الآداب – جامعة الملك عبدالعزيز, 1416هـ.
7 – عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان. مكتبة مكة المكرمة: دراسة موجزة لموقعها وأدواتها ومجموعاتها.- الرياض : مكتبة الملك فهد الوطنية, 113 ص.
8 – حمـادي بن علـي بن محمد. المكتبات الوقفية في المملكة العربية السعودية بين الماضي والحاضر .- مجلـة مكتبة الملك فهد الوطنية.- مج2, ع1 (المحرم – جمادى الآخرة 1417هـ) .- ص 60 - 89.

9 – يوسف بن إبراهيم الحميد. جهود وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وخططها في رعاية المكتبات الوقفية في المملكة. في : بحوث ندوة المكتبات الوقفية في المملكة العربية السعودية المنعقدة في المدينة المنورة في المدة من 25 – 27 المحرم 1420هـ.- الرياض: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, 1421هـ.- ص 905 – 943.
10 – ناصـر بن عبد الرحمن بن إبراهيم آل حمود . الخدمات المكتبية التي تقدمها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للمستفيدين والتطلعات المستقبلية نحو تطويرها.- بحث مقدم في ندوة واقع خدمات المكتبات في المملكة العربية السعودية وسبل تطويرها (18-19 صفر 1421هـ).- الرياض : معهد الإدارة العامة .- 28 ص.
11 – عبدالله بن أحمد بن علي الزيد. الواقع المعاصر للأوقاف في المملكة العربية السعودية. ندوة مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية – مكة المكرمة، 18-19 شوال 1420هـ.- وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد – وكالـة الوزارة لشئون الأوقاف .- ص18– 21.
12 – مانع بن حماد الجهني. الإفادة من التجارب المعاصرة لبعض الدول الإسلامية في مجال الوقف.- ندوة مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية – مكة المكرمة، 18 – 19 شوال 1420هـ.- وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد – وكالة الوزارة لشئون الأوقاف.- ص 28 – 30.
13 – الأوقاف في المملكة العربية السعودية.- الرياض : وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.- ص 100.
14 – المصدر السابق، ص 105 – 106.
15 – يوسف بن إبراهيم الحميد. مصدر سابق.- ص 939 – 941.
16 – المصدر السابق، ص 925 – 926, 929.
17 – عبد الرحمن بن سليمان المزيني. مكتبة الملك عبد العزيز بين الماضي والحاضر.- المدينة المنورة : مكتبة الملك عبدالعزيز, 1419هـ.- ص33, 61, 72- 73, 83.
18 – صالح بن عبدالعزيز المزيني. مصدر سابق.- ص 59.
19 – المصدر السابق، ص 59 – 85.
20 – ناصـر بن عبد الرحمن بن إبراهيم آل حمود. مصدر سابق.- ص 13.
21 – حمادي بن علي بن محمد. المكتبات الوقفية.- مصدر سابق.- ص 77.
22 – سعد بن عبدالله الضبيعان. إطلالة تاريخية على المكتبات العامة في المملكة مع دليل شامل لها.- الرياض : مكتبة الملك فهد الوطنية, 1415هـ.- ص 29.
23 – حمادي بن علي بن محمد. المكتبات الوقفية.- مصدر سابق.- ص 79.
24 – المصدر السابق، ص 79.
25 – يحيى محمـود بن جنيـد. الوقف وبنيـة المكتبة العربية: استبطـان للموروث الثقافي .- ط2.- الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية, 1416هـ.- ص 176-181.
26 – حمادي علي محمد التونسي. المكتبات الوقفية.- مصدر سابق.- ص 11 – 12.
27 – شعبان عبدالعزيز خليفة ومحمد عوض العايدي. المواد السمعية والبصرية والمصغرات الفيلمية في المكتبات ومراكز المعـلومات .- الرياض : دار المريخ, 1986م.- ص 181.
28 – محمـد فتحي عبد الهـادي وحسن محمـد عبد الشافي . المواد غير المطبوعة في المكتبات الشاملة.- القاهرة : الدار المصرية اللبنانية, 1992م .- ص 121.
29 – شعبان عبدالعزيز خليفة ومحمد عوض العايدي.- مصدرسابق.- ص 169, 176.
30 – عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان.- مصدر سابق.- ص 38.
31 – راشد بن سعد بن راشد القحطاني. وقفية شيخ الإسلام عارف حكمت. في: بحوث ندوة المكتبات الوقفية في المملكة العربية السعودية المنعقدة في المدينة المنورة في المدة من 25 – 27 المحرم 1420هـ.- الرياض: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, 1421هـ.- ص 785, 801 – 802.
32 – يحيى محمـود بن جنيد .- مصدر سابق .- ص33, 156– 157.
33 – عبدالرحمن بن سليمان المزيني. من وثائق الوقف بالمدينة المنورة في القرن العاشر الهجري. في : بحوث ندوة المكتبات الوقفية في المملكة العربية السعودية المنعقدة في المدينة المنورة في المدة من 25 – 27 المحرم 1420هـ. الرياض : وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, 1421هـ.- ص 858.
34 – يحيى محمود بن جنيد. مصـدر سابق .- ص 160– 161.
35 – المصدر السابق، ص 158.
36 – حمادي بن علي بن محمد. المكتبات الوقفية.- مصدر سابق.- ص 71.
37 – عبدالرحمن بن سليمان المزيني. من وثائق الوقف بالمدينة المنورة في القرن العاشر الهجري.- مصدر سابق.- ص 858 – 859.
38 – المصدر السابق، ص 198-193.
39 -Adoracio Perez & Marta Enrech. Avirtual Library: defining library Services for virtual library community.- p.100. in : Libraries without walls 3 / edited by Peter Brophy & Shelagh Fisher & Zoe Clarke.- London : LA, 2000.
40 – صالح بن عبدالعزيز المزيني. مصدر سابق.- ص 132.
41 – عبدالرحمن بن سليمان المزيني. مكتبة الملك عبدالعزيز بين الماضي والحاضر.- ص203.
42 – مكتبة أثرية تسعى لاستخدام الإنترنت.- http://www.arabia.com/arabic/article/0,4884,tech/35262,00,html.-[12/20/00] .
43 – الإعـارة بين مكتبات مراكز كليات التربية بسلطنة عمان : دراسة مقارنة. في : Challenges and Opportunities for Arabian Gulf Libraries in the New Millennium Proceedings - 24 - 26 October 2000 - Abu Dhabi - SLA-AGC 8th Annual conference.- p.123-124.
44 – ربط المكتبات الوقفية بشبكة اتصالات آلية.- مصدر سابق.- ص 30.
45 – يوسـف بن إبراهيم الحميد. مصدر سابق.- ص 938 – 942.
46 - American Council of Learned Cocieties. The History E-Book project : A Glossary of E-publishing Terms.- http://www.historyebook.org/glossary. html[7/2/2002].
47 -Frank K Leung. Ebook.http :/www.eie.polyu.edu.hk/~frank/ebook.htm[7/2/2002].
الملحق رقم (1)
أولاً – النظم الآلية :
1 – هل تستخدم المكتبة نظامًا آليًا.
( ) نعم ( ) لا.
إذا كانت الإجابة (لا) الرجاء الانتقال إلى السؤال رقم (5).
2 – متى تم إدخال النظام الآلي. الرجاء تحديد العام.
3 – ما النظام المستخدم في المكتبة :
( ) الأفق Horizon
( ) يونيكورن Unicorn
( ) مينيزيس Minisis
( ) دوبيس ليبيس Dobis Libis
( ) VTLS ( ) نظام آخر، الرجاء تحديده.
4 – لأي الأغراض يستخدم النظام الآلي بالمكتبة:
( ) الفهرسة الآلية ( ) الإعارة الآلية
( ) ضبط السلاسل ( ) إجراءات التزويد
( ) أخرى، الرجاء تحديدها.
5 – الرجاء ذكر أي معلومات إضافية حول استخدام المكتبة للنظام الآلي أو تخطيطها لذلك...
ثانيًا – الأقراص المدمجة :
6 – هل تشترك المكتبة في قواعد بيانات على أقراص مدمجة CD ROM.
( ) نعم ( ) لا
إذا كانت الإجابة (نعم) الرجاء تحديد تاريخ إدخال الخدمة إلى المكتبة.
7 – هل تقوم المكتبة بتخزين بعض مجموعاتها على أقراص مدمجة.
( ) نعم ( ) لا
إذا كانت الإجابة ( لا ) الرجاء الانتقال إلى السؤال رقم (10).
8 – ما المواد التي تختزنها المكتبة على أقراص مدمجة :
( ) المخطوطات. ( ) الكتب النادرة.
( ) فهارس الكتب المطبوعة.
( ) فهارس المخطوطات
( ) فهارس الكتب النادرة.
( ) أخرى، الرجاء تحديدها.
9 – ما الغرض من تخزين تلك المواد على أقراص مدمجة :
( ) حفظ الأصول من التلف
( ) إتاحة استخدامها بسرعة أكبر
( ) إتاحتها من خلال الإنترنت
( ) أسباب أخرى، الرجاء تحديدها.
10 – الرجاء ذكر أي معلومات إضافية حول استخدام المكتبة للأقراص المدمجة أو تخطيطها لذلك.
ثالثًا – شبكة الإنترنت :
11 – هل تم ربط المكتبة بشبكة الإنترنت.
( ) نعم ( ) لا
إذا كانت الإجابة (لا) الرجاء الانتقال إلى السؤال رقم (14).
12 – متى تم إدخال الخدمة إلى المكتبة. الرجاء تحديد العام.
13 – لأي الأغراض تستخدم الشبكة :
( ) استرجاع المعلومات عبر الشبكة العنكبوتية World Wide Web
( ) المراسلات مع المكتبات والجهات الأخرى عبر البريد الإلكتروني.
( ) تبادل الخبرات بين الموظفين بالمكتبة والمتخصصين من خارجها.
( ) التزويد (الاتصال بالناشرين).
( ) الإعارة بين المكتبات.
( ) أغراض أخرى. الرجاء تحديدها.
14 – هل يوجد للمكتبة صفحة على الشبكة العنكبوتية World Wide Web على الإنترنت.
( ) نعم ( ) لا
إذا كانت الإجابة (نعم) الرجاء تحديد عنوان الموقع URL...
15 – الرجاء ذكر أي معلومات إضافية حول استخدام المكتبة للإنترنت أو تخطيطها بهذا الشأن.
رابعًا – نظام الشبكات :
16 - هل ترتبط المكتبة في نظام شبكي مع مكتبات أخرى ؟
( ) نعم ( ) لا
إذا كانت الإجابة (لا) الرجاء الانتقال إلى السؤال رقم (21).
17 – متى تم إنشاء الشبكة ؟ الرجاء تحديد العام.
18 – ما نوع الشبكة ؟
( ) محلية ( ) وطنية
( ) إقليمية ( ) عالمية
19 – لأي الأغراض تستخدم الشبكة ؟
( ) الإعارة بين المكتبات ( ) الفهرسة التعاونية
( ) الاطلاع على فهارس المكتبات الأخرى
( ) أغراض أخرى. الرجاء تحديدها.
20 – ما الجهات التي تشترك معها المكتبة في نظام شبكي. برجاء تحديدها ؟
21 – الرجاء ذكر أي معلومات إضافية حول شبكة المكتبات أو تخطيط المكتبة بهذا الشأن.
خامسًا – مجموعات المكتبة :
22 – الرجاء تحديد عدد مجموعات المكتبة من مصادر المعلومات الورقية والمتاحة في شكل مصغرات وفقًا لما هو محدد في الجدول التالي :


شكل ورقي
شكل مصغر
المخطوطات


الكتب النادرة


الكتب


الرسائل الجامعية


الدوريات


مطبوعات حكومية


أخرى


23 – هل تختزن المكتبة فهارسها على أشكال مصغرة ؟
( ) نعم ( ) لا









24 – الرجـاء ذكـر أي معلومات إضافية في المساحـة المتبقيـة من هذه الصفحة.


المؤلفة
* حصلت على بكالوريوس المكتبات والمعلومات عام 1989م من جامعة الملك عبدالعزيز.
- حصلت على الماجستير في المكتبات والمعلومات عام 1997م من جامعة الملك عبدالعزيز.
- تعمل حاليًا معيدة بقسم المكتبات والمعلومات – بجامعة الملك عبدالعزيز.
عودةللمحتويات عودة لأعلى الصفحة